زيادة الوزن أو السمنة تؤدي إلى آلام الركبة

زيادة الوزن أو السمنة  تؤدي إلى آلام الركبة

النقاط الهامة:

  • الضغط على الركبتين عند المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة عند المشي يكون أكبر من وزنهم بمقدار 3-4 مرات، ويُعد هذا العامل من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور اضطرابات الركبة مثل آلام الركبة أو التيبس أو ضعف الوظائف. 
  • يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون في الدم وهشاشة العظام. 

إن مفاصل الر كبتين في حركة مستمرة تقريباً وهي النقاط التي تتحمل الوزن الأكبر من الجسم وهذا يعرضها لخطر التلف والمشاكل الأخرى بشكل متكرر، بما في ذلك الألم والتصلب وعدم الاستقرار أو ضعف أدائها، ويمكن أن يكون لكل هذه الأعراض أسباب متعددة ومتنوعة مثل الإفراط في الاستخدام أو الاستخدام المفرط كما هو الحال بالنسبة للرياضيين أو اتباع طرق غير صحيحة عند رفع الأشياء الثقيلة أو الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أو التهاب المفاصل أو التدهور الطبيعي. وبالرغم من ذلك يعد الوزن الزائد أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشاكل في الركبتين.

وتشير الدراسات إلى وجود علاقة واضحة بين آلام الركبة وزيادة الوزن، وتظهر هذه العلاقة بشكل واضح في الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ويمكن أن تؤدي مشاكل الركبة التي لم تُعالج إلى آلام مزمنة ومضاعفات أخرى مرتبطة بها، وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يزيد لديهم خطر تدهور المفاصل مثل الرسغين والوركين وخاصة الركبتين.

ما هو وزن الجسم الموصى به؟

مؤشر كتلة الجسم (BMI)  هو مقياس يُستخدم لتحليل نسبة وزن الشخص مقارنةً بطوله، ويمكن استخدام هذا المؤشر لتحديد ما إذا كان المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 20 عاماً يعانون من نقص الوزن أو وزن صحي أو زيادة في الوزن أو السمنة، وذلك على النحو الموضح أدناه:

  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 فهذا يعني نقص الوزن
  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و 22.90 فهذا يعني أن الوزن صحي
  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 23.0 و27.5 فهذا يعني زيادة الوزن
  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 27.5 فهذا يعني الإصابة بالسمنة

كيف يؤثر الوزن الزائد على الركبتين؟

زيادة الضغط على مفصل الركبة والغضروف الواقي للمفصل:  الضغط على الركبتين عند المشي يكون أكبر من وزن الشخص بمقدار 3-4 مرات، وهذا يعني أن الركبتين لشخص يزن 80 كجم ستتعرضان لضغط يتراوح بين 240-320 كجم عند المشي، وهذا الضغط يزيد عند القيام بأنشطة معينة مثل صعود ونزول الدرج أو الانحناء لرفع شيء، كما أن زيادة الوزن بمقدار 10 كجم ستزيد الضغط على الركبتين بمقدار 30-40 كجم مع كل خطوة. وهذا يزيد من احتمالية الشعور بألم الركبة وتدهور المفصل. وعلى النقيض من ذلك مع كل كيلوغرام خسارة في الوزن يخف الضغط على الركبة بمقدار 3-4 كجم، ويمكن أن يؤدي فقدان 10 كجم من الوزن إلى تخفيف الضغط على مفاصل الركبة عند المشي بمقدار 30-40 كجم، وتقليل الضغط على مفاصل الركبة يقلل من الألم والالتهابات مما يساعدها على العمل بكفاءة أكبر، ويمكن أن نرى بسهولة كيف يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الحمل بشكل كبير على هذه المفاصل الحيوية.

التهابات الركبة: : تزيد السمنة  بشكل كبير من الالتهاب في جميع أنحاء الجسم وهي عامل رئيسي وراء ظهور التهابات المفاصل. ويمكن أن يؤدي تقليل الوزن إلى وقف هذه الالتهابات، وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين خسروا حوالي 1 كجم شهرياً على مدار فترة تتراوح بين 3 أشهر إلى سنتين شهدوا انخفاضاً كبيراً في التهابات الجسم مقارنةً بما قبل، مما أدى إلى تقليل الألم في المفاصل مثل آلام الركبتين، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر كثرة الخلايا الدهنية على مستويات المواد الكيميائية في الدم وهذا سبب آخر لالتهاب الركبة وتسريع حدوث هشاشة العظام. 

بالإضافة إلى تأثيره على الركبتين يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحية الأخرى مثل أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم وهشاشة عظام الركبة.

طرق فقدان الوزن للحد من مخاوف تدهور أداء الركبة

التحكم في الوزن هو أفضل طريقة لتقليل المخاطر المرتبطة بالوزن الزائد، ويمكن ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبطريقة مناسبة إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي يوفر التغذية الكافية وفقاً لاحتياجات كل شخص، وأظهرت الدراسات أن تقليل الوزن يساعد في تقليل الضغط الواقع على الركبتين، مما يساعد على الحد من مشاكل الركبة والمضاعفات المرتبطة بها، بالإضافة إلى الحد من حدوث  هشاشة عظام الركبتين.

التمارين الرياضية

  • يمكن بدأ التمارين الرياضية المنتظمة بتمارين خفيفة لا تتسبب في ضغط كبير على الركبتين، مثل المشي السريع والسباحة، وتساعد تمارين الكارديو هذه على  على حرق الدهون وتحسين القدرة البدنية، مما يسمح للفرد بممارسة الرياضة لفترة أطول. 
  • بممارسة الرياضة بانتظام يصبح الجسم أقوى ويبدأ الوزن في الانخفاض، وهذا يمكن الشخص من الانخراط في أشكال أخرى من التمارين مثل الجري والرقص الهوائي (الأيروبيك) والسباحة وركوب الدراجات،كما أن تمارين المقاومة العضلية مثل تمارين الوززن يمكن أن تحسن قوة العضلات المحيطة بالركبة والفخذين، وستساعد هذه القوة على تمديد الركبة مع توزيع الحمل عليها وتقليل التأثير على المفاصل، علاوة على ذلك، ستساعد تمارين الوزن التي تركز على أجزاء أخرى من الجسم في حرق الدهون والحفاظ على نظام عضلي هيكلي قوي أقل عرضة للتدهور.
  •  يُوصى بتمارين التمدد بشدة بعد ممارسة الرياضة لتحسين المرونة وزيادة نطاق الحركة وضمان الحفاظ على التوازن العضلي.

التحكم في تناول الطعام

  • لا يُنصح بالصيام بل ينبغي التحكم في تناول الطعام بعناية، ويُوصى بشدة بتناول أطباق صحية تحتوي على المجموعات الغذائية الخمس الرئيسية بكميات معقولة، ويمكن الحصول على البروتينات الجيدة من صدور الدجاج والأسماك واللحوم الخالية من الجلد والبيض، ومن ناحية أخرى يجب تجنب المنتجات المصنعة مثل السجق واللحوم المدخنة، وينبغي التأكد من تناول الكربوهيدرات غير المكررة بما في ذلك الكربوهيدرات الموجودة في الأرز البني وخبز القمح الكامل، بالإضافة إلى تقليل الكربوهيدرات المكررة والحلويات والسكر والمشروبات المحلاة. 
  • تجنب وضع أهداف غير واقعية لفقدان الوزن:  ابدأ بهدف واقعي يتمثل في فقدان 5% من وزنك، وبتحقيق هذا الهدف سيكون مصدر إلهام مستمر لك، وأظهرت الدراسات أن تقليل الوزن بنسبة 5% أو أكثر يمكن أن يحسن صحة الركبة بشكل كبير ويقلل من الألم في المفصل.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم:  عدم الحصول على نوم كافٍ يمكن أن يؤثر سلباً على وزن الجسم، وأظهرت دراسة أجريت في عام 2004 أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة تصل إلى 30% مقارنةً بأولئك الذين ينامون بين 7-9 ساعات في الليل، وأظهرت الدراسات الحديثة أيضاً وجود علاقة بين جودة النوم والهرمون المسؤول عن التحكم في الشعور بالجوع (الغريلين) والهرمون المسؤول عن الشعور بالشبع (اللبتين)، وتبين أن انخفاض ساعات النوم يرتبط بانخفاض مستويات هرمون اللبتين مما يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الغريلين. لذلك، يُعتبر الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم أمراً أساسياً للحفاظ على وزن صحي وتقليل آلام الركبة. 

للتغذية السليمة , والتمارين المناسبة, والنوم الكافي كل ليلة دوراً في تقليل الوزن والحد من احتمالية حدوث مشاكل تؤثر على الركبتين، ومع ذلك يجب استشارة طبيب في حال استمرت آلام الركبة أو التيبس أو ضعف أدائها بالرغم من فقدان الوزن، إذ من الضروري أن يقوم متخصص بإجراء تشخيص دقيق ووصف العلاج المناسب عند الحاجة. 

Rating score

هل لديك حساب بالفعل؟