
إن مفاصل الر كبتين في حركة مستمرة تقريباً وهي النقاط التي تتحمل الوزن الأكبر من الجسم وهذا يعرضها لخطر التلف والمشاكل الأخرى بشكل متكرر، بما في ذلك الألم والتصلب وعدم الاستقرار أو ضعف أدائها، ويمكن أن يكون لكل هذه الأعراض أسباب متعددة ومتنوعة مثل الإفراط في الاستخدام أو الاستخدام المفرط كما هو الحال بالنسبة للرياضيين أو اتباع طرق غير صحيحة عند رفع الأشياء الثقيلة أو الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أو التهاب المفاصل أو التدهور الطبيعي. وبالرغم من ذلك يعد الوزن الزائد أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشاكل في الركبتين.
وتشير الدراسات إلى وجود علاقة واضحة بين آلام الركبة وزيادة الوزن، وتظهر هذه العلاقة بشكل واضح في الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ويمكن أن تؤدي مشاكل الركبة التي لم تُعالج إلى آلام مزمنة ومضاعفات أخرى مرتبطة بها، وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يزيد لديهم خطر تدهور المفاصل مثل الرسغين والوركين وخاصة الركبتين.
مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس يُستخدم لتحليل نسبة وزن الشخص مقارنةً بطوله، ويمكن استخدام هذا المؤشر لتحديد ما إذا كان المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 20 عاماً يعانون من نقص الوزن أو وزن صحي أو زيادة في الوزن أو السمنة، وذلك على النحو الموضح أدناه:
زيادة الضغط على مفصل الركبة والغضروف الواقي للمفصل: الضغط على الركبتين عند المشي يكون أكبر من وزن الشخص بمقدار 3-4 مرات، وهذا يعني أن الركبتين لشخص يزن 80 كجم ستتعرضان لضغط يتراوح بين 240-320 كجم عند المشي، وهذا الضغط يزيد عند القيام بأنشطة معينة مثل صعود ونزول الدرج أو الانحناء لرفع شيء، كما أن زيادة الوزن بمقدار 10 كجم ستزيد الضغط على الركبتين بمقدار 30-40 كجم مع كل خطوة. وهذا يزيد من احتمالية الشعور بألم الركبة وتدهور المفصل. وعلى النقيض من ذلك مع كل كيلوغرام خسارة في الوزن يخف الضغط على الركبة بمقدار 3-4 كجم، ويمكن أن يؤدي فقدان 10 كجم من الوزن إلى تخفيف الضغط على مفاصل الركبة عند المشي بمقدار 30-40 كجم، وتقليل الضغط على مفاصل الركبة يقلل من الألم والالتهابات مما يساعدها على العمل بكفاءة أكبر، ويمكن أن نرى بسهولة كيف يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الحمل بشكل كبير على هذه المفاصل الحيوية.
التهابات الركبة: : تزيد السمنة بشكل كبير من الالتهاب في جميع أنحاء الجسم وهي عامل رئيسي وراء ظهور التهابات المفاصل. ويمكن أن يؤدي تقليل الوزن إلى وقف هذه الالتهابات، وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين خسروا حوالي 1 كجم شهرياً على مدار فترة تتراوح بين 3 أشهر إلى سنتين شهدوا انخفاضاً كبيراً في التهابات الجسم مقارنةً بما قبل، مما أدى إلى تقليل الألم في المفاصل مثل آلام الركبتين، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر كثرة الخلايا الدهنية على مستويات المواد الكيميائية في الدم وهذا سبب آخر لالتهاب الركبة وتسريع حدوث هشاشة العظام.
بالإضافة إلى تأثيره على الركبتين يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحية الأخرى مثل أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم وهشاشة عظام الركبة.
التحكم في الوزن هو أفضل طريقة لتقليل المخاطر المرتبطة بالوزن الزائد، ويمكن ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبطريقة مناسبة إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي يوفر التغذية الكافية وفقاً لاحتياجات كل شخص، وأظهرت الدراسات أن تقليل الوزن يساعد في تقليل الضغط الواقع على الركبتين، مما يساعد على الحد من مشاكل الركبة والمضاعفات المرتبطة بها، بالإضافة إلى الحد من حدوث هشاشة عظام الركبتين.
للتغذية السليمة , والتمارين المناسبة, والنوم الكافي كل ليلة دوراً في تقليل الوزن والحد من احتمالية حدوث مشاكل تؤثر على الركبتين، ومع ذلك يجب استشارة طبيب في حال استمرت آلام الركبة أو التيبس أو ضعف أدائها بالرغم من فقدان الوزن، إذ من الضروري أن يقوم متخصص بإجراء تشخيص دقيق ووصف العلاج المناسب عند الحاجة.
articles