كثيرا ما نسمع عن الرياضيين المحترفين الذين أصيبوا في أربطة الركبة، لاسيما في الرياضات الشعبية مثل كرة القدم. ويعاني العديد من لاعبي كرة القدم الدوليين من إصابات في الركبة من هذا النوع، ويُطلب منهم بعد ذلك إجراء عمليات جراحية متكررة في منطقة معينة من الركبة، والمعروفة باسم الرباط الصليبي الأمامي.
الرباط الصليبي الأمامي هو رباط في الجزء الأمامي من الركبة، وهو مسؤول عن الحفاظ على ثبات الركبة أثناء الحركة، وخاصة تلك التي تنطوي على الالتواء أو الدوران. ويستقر الرباط الصليبي الأمامي ويتحكم في حركات الساق من الركبة ويساعدها على الثبات في مكانها وبقائها مستقرة.
معظم تمزقات الرباط الصليبي الأمامي ناتجة ناتجة عن الإصابات الرياضية، وخاصة الإصابات الناجمة عن الرياضات التي تتميز بالالتحامات مثل كرة القدم وكرة السلة والرجبي. ومن المعروف أيضًا أن الألعاب الأخرى التي تتطلب ثني الركبة كثيراً، مثل التنس وكرة الريشة، أو الألعاب الرياضية التي تستلزم الكثير من القفز، مثل الجمباز، تسبب إصابات تؤدي إلى تمزق الرباط الصليبي الأمامي. وعلى الرغم من ذلك، حتى الأنشطة العادية وغير الرياضية مثل السقوط على الدرج أو التعرقل أو التعثر عند المشي أو أي حوادث أخرى يمكن أن تسبب تمزقًا في الرباط الصليبي الأمامي.
إذا تمزق الرباط الصليبي الأمامي، فستبدأ في رؤية تورم في الركبة خلال ساعة إلى ساعتين من الإصابة (التورم ناتج عن النزيف داخل الركبة). وفي الغالب لن تكون قادرًا على مواصلة ممارسة الرياضة أو غيرها من الأنشطة بعد الإصابة. وبصرف النظر عن التورم، ستشعر أيضا بألم في الركبة وستواجه صعوبة في تحريك الركبة. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض حادة، قد تشعر كما لو أن الركبة انفصلت عن الساق.
إذا كانت إصابتك مصحوبة بألم فوري وشديد وتورمت ركبتك خلال ساعة إلى ساعتين من الإصابة، يجب عليك زيارة الطبيب في أسرع وقت ممكن، لأن التورم السريع قد يكون ناتجًا عن تمزق في الرباط أو حتى عن كسر. ويؤدي الرباط الممزق إلى حدوث نزيف داخل الركبة وكذلك حدوث كسر بالقرب من الركبة، وهو احتمال وراد أيضًا. وعلى الرغم من ذلك، إذا كنت تعاني من إصابة في الركبة، فعادة ما يكون ذلك مجرد إصابة بسيطة بالأنسجة الرخوة. ويجب أن تستريح الركبة لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وستبدأ بعد ذلك في التماثل للشفاء. وإذا لم تتحسن الركبة بعد أسبوعين، يجب عليك زيارة الطبيب لمعرفة سبب الأعراض الطويلة وتلقي العلاج الصحيح للمضي قدمًا في رحلة الشفاء.
هناك عدة طرق لعلاج تمزق الرباط الصليبي الأمامي، والجراحة ليست ضرورية لجميع الحالات. ويعتمد نوع العلاج المطلوب على أعراض كل مريض ونمط حياته.
بالنسبة لكبار السن المصابين بتمزق الرباط الصليبي الأمامي ذو الحزمة الواحدة، فإن التدخل الجراحي ليس مطلوباً في العادة. وبدلاً من ذلك، يتم علاج تمزق الرباط الصليبي الأمامي بالأدوية والعلاج الطبيعي، ويُنصح المريض بإجراء تغييرات معينة في نمط الحياة يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة مرة أخرى. وبالنسبة للمرضى الأصغر سناً والمرضى الذين لا يستطيعون الامتناع عن ممارسة أنشطة تتطلب ثني الركبة كثيراً، مثل الرياضة، والمرضى الذين ينطوي عملهم على مستوى عالٍ من الجهد البدني، مثل رجال الإطفاء ورجال الشرطة، قد تكون هناك حاجة للتدخل الجراحي حتى يتمكن المريض من مواصلة العمل. ومع ذلك، وبغض النظر عن عمر المريض، إذا كان تمزق الرباط الصليبي الأمامي مصحوباً بعدم ثبات أو عدم استقرار في الركبة، أو لم يكن للعلاج الطبيعي أي تأثير يذكر على الشفاء، يجب على الطبيب التفكير في التدخل الجراحي.
قد يصاب بعض المرضى بإصابات متعددة في نفس الركبة، مثل تمزق الرباط المصحوب بالكسر، أو تمزق الرباط مع تلف الغضروف، أو تعدد الأربطة الممزقة. وبالنسبة لأولئك المرضى، يجب على الطبيب التفكير في التدخل الجراحي، بحيث يمكن علاج إصابات الركبة المتعددة في وقت واحد ولضمان إعادة بناء الركبة في أقرب شكل طبيعي ممكن، إن أمكن ذلك.
التنظير المفصلي هو إجراء شائع يستخدم لعلاج تمزق الرباط الصليبي الأمامي، لأنه باضع (لا يتطلب فحتة جراحية كبيرة) لأقل درجة ويترك ندبة صغيرة فقط وخالي من الألم نسبيًا، ولأن منظار المفصل به مستوى عالٍ من التكبير مما يعني أن الجراح يمكنه رؤية أي تشوهات أخرى في الركبة، كما أنه أكثر نظافة من الجراحة المفتوحة. وحتى يكون العلاج أكثر فعالية، قد يلزم الأمر استخدام الرباط المعاد بناءه المناسب لهذا المريض، ولكن إذا وجد منظار المفصل أن الرباط الصليبي الأمامي ممزق جزئياً فقط، سيحتفظ الطبيب بالجزء الجيد وقد لا يكون ضروريًا بناء رباط جديد بالكامل. ويمكن إعادة بناء منطقة معينة (تُعرف باسم ترقيع الرباط الصليبي الأمامي) ويمكن للجراح المساعدة في بناء رباط صليبي أمامي جديد يكون بنفس القوة التي كان عليها من قبل.
الجراحة وحدها لن تجعل الركبة تعود إلى عملها الطبيعي، على الأقل ليس كما قد يتوقع المريض. وبدلاً من ذلك، يجب على المريض التدرب على استخدام الركبة بعد الجراحة، لإعادتها إلى قوتها تدريجياً. ولمنع تكرار الإصابة، يجب تقييم حالة المريض ووضع خطة إعادة تأهيل مناسبة. العودة إلى اللعب، بمعنى أن يحدد الطبيب ما إذا كان المريض جاهزاً للعودة إلى ممارسة الرياضة أو أي أنشطة أخرى بعد الجراحة. فإذا كانت عضلات المريض حول الركبة لا تزال ضعيفة أو بها ضمور، أو إذا لم يتماثل الرباط المصاب الشفاء التام بعد، فهذا يشير إلى أن المريض لا يزال عرضة لخطر تكرار الإصابة. وفي مثل هذه الحالات، يوصى بأن يخضع المريض لمزيد من التدريب لإعادة بناء القدرات العضلية قبل العودة إلى ممارسة الرياضة أو الأنشطة.
يستغرق البرنامج التدريبي لما بعد الجراحة، مثل برنامج “FIFA 11 Plus”، حوالي 15-20 دقيقة لكل جلسة ويتطلب إجراء جلستين في الأسبوع. وسيساعد البرنامج التدريبي على تقليل خطر تكرار الإصابة بنسبة 30 إلى 50٪ من خلال التركيز على الأجزاء الثلاثة الموضحة أدناه:
الجزء الأول: إعادة بناء قوة الجسم، وخاصة العضلات في مقدمة الجذع والظهر والأرداف وكلا الساقين
الجزء الثاني: زيادة التنسيق اللازم بين الدماغ والعضلات لتحقيق التوازن
الجزء الثالث: زيادة قوة العضلات ورفع مرونتها
“الجراحة وحدها ليست كافية لإعادتك إلى حالتك الطبيعية. فالأمر يتطلب تدريبًا مخصصًا ويتطلب إعادة التأهيل البدني أيضًا.”
** كجزء من العودة إلى اللعب، يتم إجراء اختبارين لتحديد ما إذا كان المريض مستعدًا للعودة إلى ممارسة الرياضة أو الأنشطة وهما:
المرضى الذين تعرضو لتمزق الرباط الصليبي الأمامي أو إصابة أخرى في الرباط الصليبي الأمامي ستكون مفاصلهم أضعف من الأشخاص الذين لم يتعرضوا لهذه الإصابات. وأفضل شيء هو الوقاية من إصابات أو تمزقات الرباط الصليبي الأمامي. عند حدوث تمزق أو إصابة للرباط الصليبي الأمامي، فمن المحتمل أن يتدهور الغضروف المحيط به بمرور الوقت. ويوصى بشدة بأداء تدريبات رفع قوة العضلات ومرونتها للمساعدة في منع إصابات الرباط الصليبي الأمامي. ويساعد هذا التدريب أيضًا على تحسين قوة وتوازن وثبات الركبتين، بحيث يمكن ثني الركبة ومدها بشكل صحيح. ويسمى هذا التدريب ببرنامج الوقاية من إصابات الرباط الصليبي الأمامي.
تعتبر ممارسة الرياضة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام طريقة جيدة لبناء القوة وللتسلية، لكن يجب أن تكون على دراية دائمًا بأن الحوادث يمكن أن تحدث في أي وقت، وإذا تعرضت للإصابة، فيجب عليك زيارة الطبيب على الفور. فإذا تجاهلت الإصابة، قد تزداد سوءًا، وقد يتطور الأمر إلى خلخلة عظام الركبة.
articles