إذا تم إجراء العلاج المبدئي بالفعل ولم تتحسن الأعراض مهما كان السبب، فمن المرجح أن يوصي الطبيب بإجراء جراحة استبدال الركبة. ويبدو أنها عملية كبيرة، لكنها ليست مرعبة أو منذرة بالخطر. واليوم، فإننا بصدد تسهيل فهم عملية جراحة استبدال الركبة للجميع.
إن مجرد الحديث عن أي نوع من الجراحة هو أمر يبعث على القلق بالفعل لدى معظم الأشخاص، إنها عملية جراحة استبدال الركبة بالكامل! وعلى الأرجح، فإن مجرد التفكير بشأن هذا الأمر من شأنه أن يبعث على القلق – إما بسبب الألم المتوقع جراء العملية الجراحية أو بسبب فترة التعافي والاستجمام الطويلة. ومع ذلك، لم يعد هذا الأمر يسبب مشاكل يجب أن تسبب الشعور بالخوف أو القلق، بفضل التطورات الضخمة التي شهدتها التقنيات الطبية الحديثة. واليوم تعد العمليات الجراحية من هذا النوع سهلة ومريحة. وتتضمن شعور بالألم يكاد لا يذكر وتجرى على نحو أكثر دقة مما كانت عليه من قبل.
إذا اكتشفت أنك بحاجة إلى الخضوع لعملية جراحة استبدال الركبة، سيستعين الطبيب بالإجراء الجراحي المعروف باسم الجراحة طفيفة التوغل (MIS) استبدال الركبة بالكامل (TKA). تعد الجراحة الطفيفة التوغل- استبدال الركبة بالكامل نوعًا من الجراحة يتضمن شقوقًا صغيرة، وبالتالي تجنب حدوث جروح للعضلات والأنسجة المحيطة بمجرد فتح الشقوق. ومن ثم، سيقوم الجراح بإدخال الأنسجة المزروعة العالية الانحناء في الركبة. وتنطوي هذه الطريقة الجراحية على عمل شقوق صغيرة وفقدان للدم بأقل ما يمكن وتقليل ألم ما بعد الجراحة والتعافي بشكل أسرع. وفي المتوسط، يحتاج المرضى إلى قضاء مدة لا تزيد عن ثلاثة أيام للتعافي في المستشفى، والأكثر مفاجأة وأهمية من ذلك هو أنه يمكن للمرضى بشكل عام بدء المشي في غضون 24 ساعة فقط بعد الجراحة – فترة تعافي سريعة جدًا تكون مدهشة بشكل أكبر بفضل النتائج الممتازة المحققة.
وفي الوقت الحالي، يعتبر معظم الأطباء عملية جراحة استبدال الركبة بالكامل الطفيفة التوغل هي الإجراء القياسي لجراحة استبدال الركبة. وبالطبع سيقوم الطبيب أولًا بإجراء تشخيص باستخدام الطرق القياسية، بما في ذلك طرح أسئلة بشأن الأعراض التي تظهر على ركبة المريض والفحص البدني للتحقق من مقدار الورم الموجود، وذلك قبل إجراء العملية الجراحية. وهذا الأمر من شأنه تحديد ما إذا كان هناك أي تشوه أو انحناء في الركبة سواء للخارج أو الداخل، إلى جانب تقييم انحناء الركبة وتمددها. وبمجرد أن يتأكد الطبيب من إصابة المريض بالتهاب المفاصل وضرورة خضوعه لعملية جراحة استبدال الركبة بالكامل بعد إعادة التحقق من نتائج الأشعة السينية، حينئذٍ سيتم إجراء الجراحة.
وكما ترى، لم تعد جراحة استبدال الركبة بالكامل تمثل مشكلة تثير القلق أو الخوف، بمجرد أن تتعرف عليها وتدركها بشكل سليم. فجميعنا معرض للإصابة بالمرض أو المعاناة من التهاب المفاصل في وقت ما، ذلك أن العمر يمثل عامل خطورة كبير لحالات العظام والمفاصل. وبصرف النظر عن محاولة منع حدوث هذه االأشياء، فإنه من الصعب السيطرة عليها والتحكم فيها، حيث إن تدهور العظام أمر شائع مع تقدم السن. وعليه، فإنه من الأهمية بمكان فهم أن الأمر ربما لم يكن صعبًا كما كان يعتقد قبل ذلك، وأن جراحة استبدال الركبة ليست هي الشيء الذي يثير القلق بعد الآن.
فإذا كنت تعرف وتفهم شيئًا ما بشكل سليم، فهو في الحقيقة لم يكن مخيفًا مثلما كنت تعتقد. وإذا اكتشفت في يوم من الأيام أنك تعاني من هذه الحالة، ابتسم وحافظ على راحة بالك واستمر قدمًا في الجراحة وفقًا لتوصيات الطبيب، وحينئذٍ سيتلاشى الألم. وستكون قادرًا على المشي بصورة طبيعية والاستمرار في نمط حياتك كما كنت من قبل.