خلال هذه الأوقات الصعبة، التي نواجه فيها جميعًا جائحة كوفيد-19، هناك حالات يكون فيها كلا الوالدين مصابين، أو معرضين لخطر الإصابة، ويجب أن يدخلا في الحجر الصحي الذاتي. وإليك بعض الاقتراحات حول كيفية شرح ومناقشة الأمر مع أطفالك ومساعدتهم على التعامل مع الموقف أثناء غيابك.
قبل الدخول في الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يومًا، اشرح لأطفالك الأسباب بوضوح بطريقة يمكنهم فهمها باستخدام التفسيرات والصياغة المناسبة لعمر الطفل.
- بالنسبة للأطفال الذين هم دون سن المدرسة أو رياض الأطفال، يجب على الوالدين أن يشرحا لهم ببساطة وباختصار أنهما قد يكونا قد أصيبا بالبرد ويحتاجان إلى الابتعاد عن أطفالهم لمدة 14 يومًا، وأنهما يريدان أن يكون أي شخص آخر في المنزل في أمان ولا يريدان أن يصاب أي شخص بالبرد من والده أو والدته.
- بالنسبة للأطفال الأكبر سنا أو المراهقين في سن المدرسة، يمكن للوالدين شرح المزيد عن الأسباب الخاصة بالحجر الصحي الذاتي. ويتعين عليهما أن يقولا إن الإجراءات التي يتخذانها هي طريقة لإظهار المسؤولية عن أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، وأنهما يريدان أن يكونا قدوة بأداء الأعمال الطيبة واتخاذ الإجراءات الإيجابية.
يجب التأكيد للأطفال على أن أباهم وأمهم ليسا مصابين بمرض خطير، وأنه من خلال اتخاذ خطوات الحجر الصحي هذه، سيقل احتمال إصابة أي شخص آخر بأي مرض بسببكما. وتأكد من أنهم يفهمون أنه بعد مرور 14 يومًا، يمكن للأسرة أن تعود للعيش معًا كما كان من قبل، وأنه في تلك الأثناء سيكون هناك أشخاص يعرفونهم، مثل أجدادهم وأعمامهم وخالاتهم أو أشخاص آخرين تثق فيهم سيعتنون بهم. وأخبرهم أنه كلما اشتقتم لبعض، يمكنكم البقاء على اتصال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومكالمات الفيديو.
موقفك وسلوكك هما المفتاح. لذا، حاول ألا تظهر القلق أو تبدو حزين الوجه. أخبر نفسك وأطفالك بثقة أن الحجر الصحي هو أفضل وأنسب إجراء يمكنكم اتخاذه في الوقت الحالي، وأنه هناك أوقات يجب أن نتحلى فيها بالصبر ونتحمل بعض الصعوبات أو أن نتخلى حتى عن بعض الأشياء التي نريدها أو نرغب فيها. إنك ترغب في أن تكون بالقرب من أطفالك وتعتني بهم، ويرغب أطفالك كذلك في أن يكونوا معك. ومع ذلك، ولمصلحة الجميع على المدى الطويل، يجب على كل فرد في الأسرة التحلي بالصبر والبقاء متماسكاً حتى يمكنكم تخطي هذا الوقت الصعب معًا. وبشكل عام، يتكيف الأطفال بسهولة مع الحياة لمدة 14 يومًا بدون والديهم دون أن يصابوا بأي مشاكل نفسية أو عاطفية. وبمجرد عودتك من هذه المدة القصيرة، ستكونون معًا وسعداء كما كنتم من قبل.
- في بعض الحالات النادرة، إذا كان طفلك يعاني من مشاكل القلق أو الاكتئاب أو بدأ في إظهار أعراض مثل الانفصال عن الآخرين والبكاء في كثير من الأحيان وفقدان الشهية وصعوبة في النوم والثوران والأنين المتكرر أو الدخول في نوبات لدرجة أن الكبار القائمين على رعايته لم يعودوا قادرين على التعامل مع الموقف، فإنه من المفيد استشارة طبيب الأطفال النمائي أو طبيب نفسي، حيث يسطتيع هؤلاء المتخصصون تقديم المساعدة في تحديد العوامل التي تساهم في ردود فعل الطفل بسبب الانفصال عن والديه. كما يمكنهم المساعدة في تقديم المشورة للأقارب أو الأوصياء حول الخطوات التي يجب اتخاذها وطرق التعامل مع ثورات الطفل بطريقة عقلانية ومناسبة. ومن الممكن أن تساعد استشارة طبيب أو أخصائي نفسي للأطفال من خلال مستشفى ساميتيويت الافتراضي على منح الأسر الطمأنينة التي يحتاجونها للتغلب بنجاح على هذه الأوقات العصيبة.