يمكن للسعال المزمن لدى الأطفال أن يعطل النوم ويزعج الأشخاص القريبين منه ويتعارض مع الأنشطة اليومية. قد يشعر الآباء بالقلق عندما يسعل طفلهم بشكل مستمر، حتى أثناء النوم، وقد يتساءلون عما إذا كان ذلك بسبب خلل في الرئة.
يمكن تقسيم أسباب السعال المزمن إلى فئتين رئيسيتين:
عادة، عندما يصاب الأطفال بعدوى في الجهاز التنفسي، فقد يظهر عليهم السعال لعدة أسابيع بعد الإصابة. وعادةً ما يهدأ السعال خلال شهر بعد زوال العدوى تمامًا. ومع ذلك، إذا استمر السعال لأكثر من شهر، فينبغي على الوالدين اصطحاب طفلهم لزيارة أخصائي الرعاية الصحية لتحديد السبب الأساسي وتلقي العلاج المناسب. على سبيل المثال، إذا وجد طبيب الأطفال علامات التهاب الجيوب الأنفية، فقد يصف المضادات الحيوية أو مزيلات الاحتقان أو بخاخات الأنف المضادة للالتهابات، أو قد يوصي باستخدام محلول ملحي للأنف. وفي حالة الربو، قد يصف أطباء الأطفال الكورتيكوستيرويدات المستنشقة للسيطرة على التهاب مجرى الهواء وموسعات القصبات الهوائية المستنشقة للتحكم في انقباض مجرى الهواء.
يعتبر التقييم التشخيصي للسعال المزمن عند الأطفال ذو أهمية قصوى. يمكن أن يظهر السعال المزمن في شكلين رئيسيين: السعال الجاف والسعال المنتج مع المخاط. وينبغي على الآباء مراقبة أعراض طفلهم بعناية وتقديم معلومات تفصيلية إلى الطبيب. يتضمن ذلك ملاحظة متى بد السعال ومدته وما إذا كان جافًا أو منتجًا للبلغم. وينبغي إيلاء اهتمام خاص بالتوقيت والموقع والعوامل البيئية التي قد تسبب السعال.
علاوة على ذلك، من الضروري بيان تاريخ الطبي الشامل للمريض، بما في ذلك أي تاريخ من أمراض الجهاز التنفسي مثل الحساسية أو الربو، أو تاريخ عائلي من الأمراض المعدية مثل السل، أو التعرض للتدخين المنزلي، أو الإقامة في منطقة صناعية، أو التعامل مع أي مواد كيميائية. تساعد هذه المعلومات الطبيب في إجراء فحص شامل لكل من الجهاز التنفسي العلوي والسفلي.
إذا لم يؤدي التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني إلى تشخيص نهائي، فقد يكون من الضروري إجراء اختبارات مخبرية إضافية. يمكن أن يشمل ذلك اختبارات الدم وتقييم إفرازات الأنف أو المخاط وتقييمات القلب والأوعية الدموية والأشعة السينية على الصدر واختبارات وظائف الرئة واختبار حساسية الجهاز التنفسي.
يتطلب علاج السعال المزمن فهم الأسباب الكامنة وراء السعال. بعد المراجعة الشاملة للتاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص بدني تفصيلي، سيتمكن الطبيب من تحديد الأسباب الجذرية والعوامل المساهمة التي تكمن وراء السعال. وهذا سيتيح تدخلات علاجية دقيقة وفعالة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى حل لأعراض السعال المزمن. عادة، مع العلاج المناسب والرعاية الداعمة، من المفترض أن يتحسن السعال المزمن خلال 1 إلى 3 أسابيع (اعتمادًا على شدة الأعراض وطبيعتها).
العوامل الأساسية التي تؤدي إلى السعال عند الأطفال غالبا ما تنطوي على دخول إفرازات الأنف في القصبات الهوائية. لذلك، ينصح بإجراء الغسل الأنفي لمنع تراكم المخاط في الممرات الأنفية، وبالتالي تقليل احتمالية السعال. إلى جانب ذلك، ينبغي المواظبة على الاستخدام المستمر للأدوية التي تسيطر على الأعراض. علاوة على ذلك، يعد الوعي بالعوامل المسببة للمرض وتجنبها أمرًا ضروريًا لمنع تفاقم الأعراض أو تكرارها.
غالبًا ما يبلغ معظم الآباء وكذلك أطفالهم، عن الشعور بالتحسن وتنظيف الأنف وتحسين نوعية النوم وانخفاض السعال وتحسين تناول الحليب والطعام بعد إجراء الغسل المنتظم للأنف. بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، يوصى بشفط مخاط الأنف بلطف. لا يحتاج الأطفال الأكبر سنًا إلى شفط أنفي قوي ولكن يمكن أن يُطلب منهم نفخ أنوفهم بلطف. يمكن تكرار هذه العملية عدة مرات حتى تصبح الممرات الأنفية نظيفة وتتوقف الإفرازات. وحيث أن المحلول الملحي يشبه إلى حد كبير مواد الجسم، فهو غير ضار. ومن الآمن أيضًا ابتلاع كمية صغيرة من المحلول الملحي.
إذا كان الطفل يعاني من السعال المستمر، حتى أثناء النوم، مما يعطل روتينه اليومي، فمن المستحسن طلب العناية الطبية على الفور من الطبيب لإجراء فحص شامل لتحديد السبب الأساسي. لا ينبغي ترك السعال المزمن لفترة طويلة دون علاج، لأنه يمكن أن يؤثر على تعلم الطفل ورفاهه بشكل عام.
articles