من المعروف أن أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي أو الرئة ترتبط ببعضها البعض. ووفقًا لتقرير عام 2019 الصادر من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، تم اكتشاف أهم 3 أسباب رئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم وهي أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية والدَّاءُ الرِّئَوِيُّ المُسِدُّ المُزْمِن، بهذا الترتيب. وترتبط هذه الحالات ببعضها البعض بالطرق التالية:
ونظرًا لأن عوامل الخطر لكلا الجهازين متشابهة جدًا، فقد يحدث هذان المرضان في آن واحد تقريبًا. تشمل عوامل الخطر هذه ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وفرط كوليسترول الدم والتدخين والسمنة وقلة النشاط البدني والاستهلاك المنتظم للمشروبات الكحولية. تعمل كل عوامل الخطر هذه على تسريع أو تسهيل تكوين اللويحات (الترسبات الدهنية) التي تلتصق بأجزاء الشرايين التاجية والشرايين السباتية وشرايين الدماغ. وعندما تتراكم هذه اللويحات، يمكن أن تسبب مرض الشريان التاجي الحاد و/ أو الأمراض الدماغية الوعائية، أو متلازمة الشريان التاجي الحادة و/ أو السكتة الدماغية الحادة. إلى جانب ذلك، إذا انفصلت قطعة من اللويحة عن جدار الشريان السباتي وانتقلت إلى الشرايين الأصغر في الدماغ، فقد تتسبب أيضًا في حدوث سكتة دماغية. قد تؤدي عوامل الخطر المذكورة أعلاه أيضًا إلى شرايين هشة وغير سليمة، مما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية الدماغية أو البطنية، والتي يمكن أن تتمزق في النهاية وتسبب نزيفًا في الدماغ أو البطن، مما يؤدي إلى ارتفاع مخاطر الوفاة.
في الوقت نفسه، يمكن أن تتسبب متلازمة الشريان التاجي الحادة/ عدم انتظام ضربات القلب في بقاء بعض الدم في أذين القلب (غرف القلب العلوية)، ويمكن أن يتسبب هذا الدم المتبقي في حدوث جلطات دموية في غرف القلب. إذا تفككت الجلطة الدموية وانتقلت عبر مجرى الدم، فيمكن أن تنتقل إلى الدماغ وتسد الأوعية الدموية هناك. يحمل عدم انتظام ضربات القلب معه أعلى مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وقد يكون هذا الخطر أعلى بخمس مرات بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض إضافية. تشير الدراسات أيضًا إلى أن مرض الشريان التاجي، أو داء القلب الإقفاري، يأتي في المرتبة الثانية بعد السرطان باعتباره السبب الأكثر شيوعًا للوفاة بين التايلانديين. هناك تقرير من جمعية القلب الأمريكية (AHA) في عام 2018 يشير إلى أنه من بين كل 100 مريض مصاب بأمراض القلب، كان هناك ما يصل إلى 17 شخص معرضين لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية. على هذا النحو، من الضروري مراقبة هذه الحالات بشكل مناسب ومتابعتها وعلاجها في وقت مبكر.
التدخين هو السبب الرئيسي لأمراض الرئة، وأكثرها شيوعًا يشمل سرطان الرئة والدَّاءُ الرِّئَوِيُّ المُسِدُّ المُزْمِن (COPD)، مثل انتفاخ الرئة. يساهم ذلك في زيادة عبء العمل على القلب بسبب المقاومة الأعلى من المعتاد في الرئتين وبالتالي ارتفاع الضغط في الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي انتفاخ الرئة إلى زيادة ضغط الدم في الشرايين الرئوية (ارتفاع ضغط الدم الرئوي)، مما قد يؤدي إلى قصور في الجانب الأيمن من القلب، وهي حالة خطيرة تسبب التعب الشديد والضعف والموت في نهاية المطاف. تظهر الدراسات أيضًا أنه من بين كل 100 مريض مصاب بالدَّاءُ الرِّئَوِيُّ المُسِدُّ المُزْمِن (COPD)، يموت 25-33 منهم بسبب أمراض القلب - وهو عدد كبير جدًا، بالتأكيد. إلى جانب ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الانسداد الرئوي، إذا أصبحت الحالة حادة يمكن أن تتسبب في حدوث سكتة قلبية أو قصور القلب الأيمن الحاد، أو ارتفاع ضغط الدم الرئوي في الحالات المزمنة.
على عكس ذلك، هناك عدد من أمراض القلب التي تصيب الرئتين أيضًا، مثل مرض القلب الإقفاري. ويؤدي تضيق الشرايين التاجية أو تضيق الصمام الأبهري أو تسربه إلى إعاقة تدفق الدم من القلب. وفي هذه الحالات، عندما لا يعمل القلب كما ينبغي، قد تكون النتيجة جلطات دموية في القلب وتجمع الدم في الأوردة التي تنقل الدم عبر الرئتين. عندما يزداد الضغط، يتم دفع السوائل الزائدة إلى الحويصلات الرئوية، مما يتسبب في حدوث وذمة رئوية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبات في تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وضعف أكسجة الدم. تشمل الأعراض ضيق التنفس والتعب الشديد وصعوبة التنفس عند الاستلقاء و/ أو الاستيقاظ للتنفس بعد الاستغراق في النوم. وإذا لم يتم علاج هذه الحالة بشكل صحيح أو في الوقت المناسب، فقد تكون مهددة للحياة. علاوة على ذلك، عند الإصابة بأمراض الرئة والقلب في آن واحد، فإنها تؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات.
هذين المرضين على حد سواء ينطويان على خطر الإصابة بالاعتلال المشترك. والمدخنون على وجه التحديد يكونون أكثر عرضة للإصابة بكلا النوعين من المرض في نفس الوقت. وتعد أمراض الرئة، مثل الانسداد الرئوي مع عيب الحاجز الأذيني، من بين الأسباب الرئيسية للسكتة الدماغية. وفي بعض الحالات، قد تنتقل الجلطة الدموية عبر مجرى الدم من الرئتين إلى الدماغ، مما يتسبب في حدوث سكتة دماغية. وقد تحدث جلطات الدم أيضًا بسبب ثخانة الدم، مما يؤدي إلى تكوين جلطات دموية في الأوعية الدموية في العديد من أجزاء الجسم، وغالبًا ما تكون في أوعية الرئتين والساقين والدماغ. إضافة إلى ذلك، فإن العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة، هي أيضًا عوامل خطر لتخثر الدم.
من ناحية أخرى، يزيد لدى مرضى السكتة الدماغية ذوي الإعاقة وعدم القدرة على الحركة أيضًا خطر تخثر الدم في أوعية الساقين. ويمكن أن يؤدي تفكك جلطة الدم والانتقال من الساق إلى الرئتين إلى الإصابة بانسداد رئوي.
إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو فرط شحميات الدم أو داء السكري أو إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو تدخن أو تستهلك الكحول بشكل منتظم، أو إذا كنت تعاني من الإجهاد المستمر ويزيد سنك عن 50 عامًا ولديك تاريخ عائلي من أي أمراض تعرضك للخطر، خاصة عند وجود أحد الأقارب المباشرين، قد تكون معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو أمراض الرئة. في بعض الأحيان، يمكن اكتشاف هذه الأمراض في المرضى الأصغر سنًا، خاصةً في الأشخاص الذين لديهم مجموعة من عوامل الخطر. وهذا هو الحال حتى في المرضى الذين يمارسون الرياضة بقوة وبشكل منتظم.
على النحو المبين أعلاه، فإن العلاقة بين هذه الأجهزة أو الأعضاء الثلاثة علاقة واضحة. وإذا كان هناك خطر كائن لأحد هذه الأمراض، فقد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض في الجهازين الآخرين أيضًا. لذلك، من المهم الخضوع لفحص هذه الأمراض في مرحلة مبكرة، حتى قبل ظهور الأعراض. ويمكن إجراء الفحص على النحو التالي:
يُنصح أيضًا بممارسة العناية الذاتية الجيدة من خلال إدارة عوامل الخطر التي يمكن التحكم فيها مثل ضغط الدم وسكر الدم والدهون والتدخين والوزن وغير ذلك. إلى جانب ذلك، فإن كونك استباقيًا في الخضوع للفحص لدى الأطباء المتخصصين لتحديد هذه الأمراض في المراحل المبكرة ، ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل مخاطر تطور المرض وحدته وأي مضاعفات قد تؤثر على أجهزة الجسم الأخرى ذات الصلة.
articles