يتضمن العلاج الرئيسى فى الحالات الأقل حدة تعديل أنماط الحياة بالاقتران مع العلاج الدوائى حيث أن المريض سيظل مستمرا فى تلقى العلاج مدى الحياة وذلك للوقاية من تراكم المزيد من الدهون داخل الشرايين. إلى جانب ذلك، يُنصح المريض بتباع نظام غذائى صحى وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
فى حالات الإصابة الأكثر حدة، عندما يحدث انسداد شديد للشرايين والتى قد ثؤثر بشدة على قدرة عضلات القلب على الانقباض، يحتاج المريض إلى إجراء قسطرة قلبية وتوسيع الشرايين باستخدام الدعامات القلبية. تشمل القسطرة القلبية حقن سائل مشع داخل شرايين المريض مما يساعد الأطباء فى تحديد إذا ماكان هناك انسداد فى الشريان يؤثر على أنسجة القلب العضلية. إضافة إلى أن حقن هذا السائل المشع يمكن الأطباء من تقييم وظائف عضلة القلب فى حال الانقباض والانبساط و كذلك تقييم سلامة صمامات القلب عند فتحها وغلقها لتجويف القلب عند كل انقباضة. كما يمكن لهذا الإجراء تقييم الضغط الداخلى داخل القلب وأجزاءه المختلفة. يمكن إجراء قسطرة القلب خلال الشريان الفخدى أو الشريان الكعبرى حيث يعتمد اختيار طريقة إجراء القسطرة على كفاءة وخبرة الطبيب الجراح المعالج.
بمجرد الانتهاء من إدخال القسطرة والتعرف على الشريان المسدود وتحديده، يقوم الطبيب الجراح بإدخال دعامة لتوسيع الشريان المصاب. تتولى هذه العملية إدراج لفائف لتمديد والضغط على الدهون المتراكمة والمتسببة فى انسداد الشريان، مما يزيد مساحة تدفق الدم عبر الشريان المصاب بدرجة أكبر من كونها قبل الإجراء.
أما المرضى المصابون بانسدادات متعددة داخل الشرايين التاجية فإن الطبيب الجراح عادة ما يلجأ إلى إجراء عملية مجازة القلب حيث تعتمد على أخذ جزء من الأوردة فى الذراع الأيسر أو شرايين الفخذ الأيمن حيث يتم إحلالها محل الشرايين التاجية المصابة مما يسهم فى استعادة تدفق الدم ثانية من خلال الشريان الأبهرى إلى عضلات القلب مجاوزا الشرايين المصابة.
ينصح الأطباء بإجراء فحص شرايين القلب بالأشعة المقطعية لرصد ترسب الكالسيوم فى حال اشتباه الإصابة بداء الشريان التاجى والذى يعتبر إجراء عالى الدقة حيث يمكن من خلاله رصد واضح لكمية الكالسيوم المتراكمة داخل الشرايين التاجية. تساهم النتائج الدقيقة لهذا الإجراء فى مساعدة الطبيب فى اتخاذ قرار خطة العلاج الأولى والأمثل لحالة المريض. يساعد ذلك أيضا فى تقديم العلاج قبل بدء ظهور أعراض المرض مما يساهم بلاشك فى انخفاض معدل الوفيات المفاجئة الناتجة عن داء الشرايين التاجية.