قد يبدو مرض السكري بين الأطفال كابوسًا بالنسبة للوالدين، لكن الدكتورة/ أورانان سويموجساثام، طبيبة بمستشفى ساميتيويت تقول إن هذا المرض آخذ في النمو ونحتاج إلى معرفة أن تغييرات بعض أنماط الحياة قد تساعد الأطفال على أن يعيشوا حياتهم الطبيعية
مرض السكري عبارة عن تشخيص مخيف يصبح مألوفًا في مختلف أنحاء العالم. في جميع أنحاء آسيا، بما في ذلك تايلاند: ومع ذلك، فكثيرًا ما أخبر الوالدين بأن تشخيص مرض السكري لا يحتاج إلى اليأس.
ثمة نوعان رئيسيان لمرض السكري، النوع 1 والنوع 2. النوع الأول حيث لا يستطيع البنكرياس الخاص بالطفل على إنتاج الإنسولين الذي يحتاجه للبقاء على قيد الحياة. ومن ثم، يتعين استبدال هذا الإنسولين من خلال الدواء. وكان يعرف باسم مرض سكري الأطفال لأنه أكثر شيوعًا بين الأطفال، بالرغم من أن البالغين قد يصابون أيضًا بمرض السكري من النوع الأول. أما مرض السكري من النوع الثاني فيتم تشخيصه عندما توجد مقاومة الإنسولين ولا يستخدم الجسم الإنسولين كما يبنغي – لنقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم بحيث يمكن تحويله إلى طاقة. وبالتالي، يحتاج الجسم إلى مزيد من الإنسولين، وفي النهاية لا يستطيع البنكرياس مواكبة هذا الأمر.
لا توجد طريقة موثوقة لتوقع مرض السكري من النوع الأول. بيد أنه يظهر على معظم المرضى أعراض يتم تشخيصها بعد ذلك على أنها مرض سكري من النوع الأول. وتتمثل عوامل المخاطر المرتبطة بهذا النوع من مرض السكري في حالات الإصابة السابقة في الأسرة أو الإصابات المرتبطة بالبنكرياس أو الأمراض أو العدوى. ولا يزال الباحثون يحاولون فهم السبب وراء زيادة مرض السكري من النوع الأول، حيث إنه مرض ذاتي المناعة يتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية. وبالمقارنة نجد أن مرض السكري من النوع الثاني أسهل في توقعه حيث يوجد العديد من عوامل المخاطر بما في ذلك السمنة ونمط الحياة التي يغلب عليها الجلوس وحالات الإصابة بالمرض السابقة في الأسرة والخلفية العرقية. من الممكن تشخيص المريض قبل ظهور الأعراض عن طريق اختبار مستويات الجلوكوز في دم الصائم أو إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي للمرضى الذين يعانون من أي من عاملي المخاطر الاثنين. يمكن إجراء الفحص في سن العاشرة أو في بداية سن البلوغ وينبغي تكراره كل عامين.
وفي بعض الأحيان، قد يصاب الأطفال بمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني. ويطلق عليه مرض السكري الثنائي. ويحدث ذلك عندما يظهر الطفل المصاب بمرض السكري من النوع الأول مقاومة للإنسولين، وهذه دلالة على مرض السكري من النوع الثاني. ويتمثل السبب الأكثر شيوعًا لمقاومة الإنسولين في السمنة. من الممكن أن يحدث مرض السكري الثنائي في المرضى الذين يبدو عليهم منذ الوهلة الأولى أنهم مصابون بمرض السكري من النوع الثاني الأكثر شيوعًا بسبب زيادة وزن أجسامهم. ومع ذلك، يبين اختبار الدم وجود أجسام مضادة تلقائية تقاوم خلايا بيتا في البنكرياس، وهي نموذجية لمرض السكري من النوع الأول.
تتضمن الأعراض المبكرة لمرض السكري في الأطفال زيادة العطش والتبول المتكرر والتبول في الفراش بالرغم من أن الطفل مدرب على الذهاب للمرحاض، والجوع الشديد وفقدان الوزن والتعب والإرهاق والضعف. وفي حال عدم اكتشاف هذه الأعراض، فإنها قد تتطور إلى الغثيان والقيء ووجع في المعدة والتنفس الثقيل السريع والنعاس. وهو ما يطلق عليه الحماض الكيتوني السكري، الذي يشكل خطرًا وتهديدًا على الحياة ويتطلب العلاج الفور.
قد ينشأ عن مرض السكري مضاعفات صحية قصيرة وطويلة الأجل. وتصبح مستويات الجلوكوز في الدم (نقص سكر الدم) منخفضة في بعض الأحيان. وعادة ما يحدث ذلك نتيجة عدم تناول كميات كافية من الطعام أو تناول جرعة زائدة جدًا من الإنسولين أو الإفراط في ممارسة التمرينات الرياضية. وتشتمل علامات وأعراض انخفاض الجلوكوز في الدم على الجوع والشعور بالاهتزاز والعرق والارتباك والنعاس وازدواجية الرؤية وفقدان الوعي والنوبات المرضية. وهي بمثابة حالة خطيرة وتحتاج إلى العلاج بسرعة. يحدث ارتفاع سكر الدم بشكل مفرط (فرط سكر الدم) عند تناول الطعام بكميات كبيرة جدًا أو تناول النوع الخاطئ من الطعام أو عدم الحصول على جرعة كافية من الإنسولين أو المرض. وقد يؤدي ذلك إلى الحماض الكيتوني السكري.
ترتبط المضاعفات الطويلة الأجل ذات الصلة بمرض السكري بارتفاع مستويات السكر في الدم على مدار فترة زمنية طويلة، وقد يؤثر ذلك على العينين (إعتام عدسة العين، اعتلال الشبكية والزرق) والكلى والقلب (الأزمة القلبية والسكتة) والأعصاب (الاعتلال العصبي، الوخز، التنميل، عدم القدرة على الشعور بالألم أو تغير في درجة الحرارة، فقدان التحكم في المثانة، عدم انتظام ضربات القلب) ومشكلات القدمين بسبب فقدان الإحساس وضعف الدورة الدموية. وقد يؤدي فقدان الإحساس إلى إصابات لن يتم التعافي منها بسهولة. وتعتبر مشكلات الأسنان واللثة شائعة مع الأمراض أيضًا. وبالتالي، فإنه من الأهمية بمكان الحفاظ على مستويات مناسبة لسكر الدم، وينبغي اتباع تعليمات الطبيب.
وللأسف لا يوجد علاج لمرض السكري، إن خيارات العلاج المتوفرة لا يمكنها سوى المساعدة في إدارة المرض. ونظرًا لأن مرض السكري من النوع الأول يحدث كنتيجة لعدم قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين، فدائمًا ما يتضمن العلاج الحصول على الإنسولين. ومن ثم، سيتعين عليكم كوالدين احتساب الكربوهيدرات التي تحتوي عليها الوجبات ومراقبة سكر الدم وضمان تناول الطفل للطعام الصحي وممارسة التمرينات الرياضية بشكل منتظم والاحتفاظ بوزن صحي ومؤشر كتلة جسم سليم. وفيما يتعلق بمرض السكري من النوع الثاني الذي يحدث كنتيجة لمقاومة الإنسولين، يتضمن العلاج مراقبة النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة وتعاطي الأدوية، مثل: ميتفورمين الذي يساعد الجسم على الاستجابة للإنسولين على نحو أكثر فاعلية.
النوع الأول مرض السكري لا يمكن الوقاية منه، بالرغم من أن بعض التقارير أشارت إلى أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تقليل احتمالية المرض. ونظرًا لأن نقص فيتامين “د” قد يؤدي إلى مرض السكري من النوع الأول، تأكد أن النظام الغذائي لطفلك يحتوي على الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل والحليب ومنتجات الألبان، وأن طفلك يقضي مدة تتراوح بين 15 و30 دقيقة تحت أشعة الشمس على الأقل ثلاث مرات أسبوعيًا.
النوع الثاني لمرض السكري يمكن الوقاية منه. ومن ثم، يمكنكم كأولياء أمور ضمان تناول الطفل لطعام صحي وتجنب الأطعمة السكرية والصودا وممارسة الأنشطة البدنية المناسبة وتقليل عدد مرات مشاهدة التليفزيون وعدم قضاء وقت كبير جدًا أمام شاشة الكمبيوتر. ونظرًا لأنه يمكن تشخيصه قبل ظهور الأعراض، يتعين إخضاع الطفل للفحص إذا كان بالإمكان تحديد عاملي خطورة.
يتمثل الهدف من إدارة مرض السكري في الأطفال في ضمان تمتعهم بالتطور الاجتماعي والبدني والعاطفي والفكري الطبيعي. من الممكن حدوث ذلك مع المراقبة الفعالة للنظام الغذائي وممارسة التمرينات الرياضية على نحو واف وإدارة نمط الحياة.