بينما يتحسن معظم الأشخاص المصابين بكوفيد-19 خلال أسابيع، يستمر البعض في الشعور بأعراض يمكن أن تستمر لعدة أشهر بعد أول إصابة. وفي بعض الحالات، تظهر على الأشخاص أعراض جديدة، أو ربما تظهر عليهم أعراض متكررة في وقت لاحق. كما يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص مصاب بكوفيد-19، حتى لو كانت مرحلة المرض الأولية للمريض خفيفة أو كانت بدون أعراض.
تصف الإرشادات التي قدمتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأعراض المستمرة لمدة أربعة أسابيع أو أكثر بعد الإصابة بكوفيد-19 بأنها "حالات ما بعد كوفيد '' أو "كوفيد طويل الأمد''، وتنص على أنه اعتبارًا من يوليو 2021، يمكن اعتبار ذلك إعاقة بموجب قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة.
وبالنسبة للمرضى المصابين بكوفيد طويل الأمد, يمكن أن تؤثر الإعاقات أو الحالات الفسيولوجية على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والدورة الدموية، من بين أمور أخرى. ويمكن أن تشمل الإعاقات العقلية الإجهاد والاكتئاب والاضطرابات العقلية أو العاطفية الأخرى.
قد يعاني بعض المرضى الذين أصيبوا بمرض شديد جراء كوفيد-19 من إصابة عدد من الأعضاء المختلفة في جميع أنحاء الجسم، وربما من أمراض المناعة الذاتية. وقد تستمر هذه الأعراض والتأثيرات لأسابيع أو ربما لأشهر بعد الإصابة الأولية بكوفيد-19 ويمكن أن تتداخل مع العديد من أجهزة الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والكلى والجلد والدماغ. كما يمكن أن يهاجم جهاز المناعة عن غير قصد الخلايا السليمة داخل الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، والتي تسبب الحمى والإسهال والصدمة والفشل الكلوي. وتحدث هذه الحالات عادةً بعد 2-4 أسابيع من التعافي من كوفيد-19.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل آثار المرض أو الاستشفاء، ولاسيما لدى المرضى الذين تلقوا العلاج في وحدة العناية المركزة، الإصابة بمتلازمة ما بعد العناية المركزة، والتي تشير إلى الآثار الصحية مثل ضعف العضلات الشديد ومشاكل في التفكير والحكم واضطراب ما بعد الصدمة، وكلها تستغرق وقتًا للشفاء والتعافي منها.
قد تكون الأعراض التي تحدث بعد دخول المستشفى مشابهة لأعراض الفيروس نفسه، أو أعراض مختلفة، أو مزيج من كليهما معًا. وعلى هذا النحو، يجب على المرضى الاستمرار في المتابعة بعد العودة إلى المنزل من المستشفى، ويجب عليهم استشارة الطبيب الذي بإمكانه تقديم المساعدة في تمييز هذه الأعراض عن الأمراض الأخرى. وللقيام بذلك، سيأخذ الطبيب تاريخك الطبي ويسأل عن الأعراض التي تمر بها ومدى تأثيرها على حياتك اليومية. وستتلقى كذلك فحصًا صحيًا وقد تحتاج إلى اختبارات أخرى، مثل اختبارات الدم وفحوصات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ووظائف القلب وإجراء الأشعة السينية واختبارات وظائف الرئة واختبار بروتين سي التفاعلي للتحقق من كمية الالتهاب في الجسم. ويتم إجراء هذه الاختبارات وغيرها من الاختبارات حتى يمكن معالجة الحالة أو الأعراض بأفضل طريقة ممكنة وبأكثر الطرق فعالية.
إذا كان للأعراض تأثير كبير على أنشطتك اليومية، ربما يحيلك الطبيب إلى خبير طبي متخصص في خدمات إعادة التأهيل العقلي أو بعض الأعراض الأخرى التي قد تعاني منها.
أفضل طريقة للوقاية من حالات ما بعد كوفيد هي الوقاية من الإصابة بعدوى كوفيد-19 ابتداءً بتلقي اللقاح ضد كوفيد-19 في أقرب وقت ممكن. وبالإضافة إلى الوقاية من الإصابة بعدوى كوفيد-19، يمكن أن يساعد ذلك أيضًا في حماية من حولك. كما يجب عليك اتخاذ تدابير جيدة للعناية الذاتية والوقاية، بما في ذلك التباعد الاجتماعي وتكرار غسل اليدين وارتداء القناع دائمًا في الأماكن العامة.
بالنسبة للمرضى الذين تعافوا من كوفيد-19 ويرغبون في العودة إلى ممارسة الرياضة، يفضل البدء تدريجيا في ممارسة تمارين خفيفة. وعدم ممارسة الرياضة إلى درجة تكون فيها مرهق تماما، حيث يمكن حماية الرئتين من الإرهاق من خلال السماح للجسم بالتعافي والعودة إلى كامل عافيته تدريجياً. واحذر كذلك، أثناء التمرين، من أي أعراض غير طبيعية، مثل التعب الشديد والإرهاق وضيق الصدر أو الألم وخفقان القلب والدوار وفرط التعرق. فإذا واجهت أيًا من هذه الأعراض، يجب عليك أن تتوقف عن ممارسة الرياضة على الفور. ويجب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون من أمراض كامنة استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة.
تسبب انتشار عدوى كوفيد-19 وزيادة أعدادها في جميع أنحاء العالم في زيادة القلق والاضطراب لدى الأفراد والمجتمعات والوضع الاقتصادي وغير ذلك. وهناك أيضًا العديد من المرضى في جميع أنحاء العالم الذين، بعد أن تعافوا بالفعل أو اعتقدوا أنهم تعافوا، عانوا من عدوى متكررة أو انتكاسة أو ربما الوفاة أو عانوا من كوفيد طويل الأمد أو أصيبوا بحالات أخرى بعد كوفيد أثرت على أعضائهم وجهاز المناعة لديهم بالإضافة إلى التسبب في مشاكل عقلية حادة وطويلة الأمد. وعلى هذا النحو، يجب على مرضى كوفيد-19 أن يكونوا منتبهين لأي أعراض، سواء كانت خفيفة أو شديدة. وحتى إذا لم تظهر عليك أي أعراض، يجب عليك أن تحرص دائماً وتطلب العناية الطبية بمجرد ملاحظة أي اضطرابات في صحتك الجسدية. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على أي مريض أصيب بكوفيد-19 أن يراجع الطبيب في غضون شهر إلى شهرين بعد التعافي لإجراء فحص صحي شامل لحماية نفسك من حالات كوفيد طويل الأمد.
articles