علاجات سرطان الثدي

عندما تكتشف المرأة وجود عُقد صغيرة في ثديها، فعادة ما تصاب بالذعر والقلق من الخضوع لعملية جراحية باضعة. ونحن هنا لتقديم الإرشادات للمرأة خلال هذا الوقت العصيب والتأكد من أنهن على دراية تامة بكيفية المتابعة. وهناك العديد من التقنيات الحديثة التي تم تقديمها إلى مجال علاج سرطان الثدي، ولكل طريقة مزاياها وعيوبها الخاصة. لا تتلقى جميع النساء المصابات بسرطان الثدي نفس النوع من العلاج. ولكن يقوم الأطباء ببحث الحالات الطبية الخاصة للمرأة وتفضيلات المريض في طرق العلاج. ويمكن تقسيم علاجات سرطان الثدي إلى خمسة إجراءات رئيسية هي: الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني والعلاج الموجه.

يشرح الدكتور فوراتاب كيجتافي كيفية استخدام نظام The Intact™ Breast Lesion Excision ونظام VACNB لنفس التقنية. وفي كلا الإجرائين، يتم إدخال إبرة الخزعة من خلال شق صغير في الجلد ويتم توجيهها عن طريق الموجات فوق الصوتية للحصول على عينة من الأنسجة. وتُستخدم كلتا الطريقتين للتشخيص والعلاج، مما يسمح للأطباء باكتشاف عقد الثدي المشتبه فيها وإزالتها وتقييمها.

نظام استئصال الورم من الثدي بتقنية “ Intact™” (Intact™ Breast Lesion Excision System)

في هذه الطريقة، يتم الحصول على عينة من الأنسجة المحيطة. وتكمن الميزة الأولى لهذه الطريقة في أنها تقنية بسيطة تتطلب إجراء شق صغير. أما الميزة الأخرى هي أنه يمكن للشخص المصاب الحصول على العلاج إلى جانب وجود الخزعة، حيث يمكن إزالة العقد المشتبه فيها والأنسجة المحيطة بها باستخدام نفس تقنية جراحة إزالة السرطان.

حتى يتم تنفيذ هذا الإجراء، يجب ألا يكون حجم ورم الثدي أكبر من 1.5 سم. ويستطيع الجهاز استئصال العقد التي يصل حجمها إلى 2 سم، ولكن لأن الإجراء يتطلب إزالة الأنسجة المحيطة بالعقدة من قبل الطبيب كذلك، لذا يجب ألا يكون حجم الورم أكبر من 1.5 سم. أما عيوب هذا الإجراء هي أنه لا يمكن إجراؤه إذا كانت العقدة قريبة جدًا من جلد الثدي أو العضلات الموجودة في جدار الصدر.

إدخال إبرة الخزعة الرئيسية بمساعدة جهاز شفط (VACNB)

في هذه الطريقة، يتم اختبار عينات من الأنسجة. ويتم إدخال إبرة الخزعة في العقدة، وبمساعدة أداة تعمل بالضغط، يمكن أخذ عدة عينات من الأنسجة. ويقوم جهاز الشفط بسحب الأنسجة إلى الإبرة ويأخذ جهاز القطع الدوار العينات بطريقة بسيطة ومريحة. وتتميز هذه الطريقة بالقدرة على إزالة عدة عقد متعددة مع ترك شقوق صغيرة.

وبهذه التقنيات الطبية، يمكن إزالة العقد الصغيرة والكبيرة بسهولة دون الحاجة لإجراء عملية جراحية.

كثير من النساء لا يأخذن الاحتياطات اللازمة لجدولة الفحوصات الطبية المنتظمة للكشف عن التشوهات. ويمكن للنساء اللاتي يخضعن لفحوصات طبية منتظمة اكتشاف سرطان الثدي لديها في مرحلة مبكرة أو في المرحلة صفر. وخلال المرحلة صفر، توجد خلايا غير طبيعية في بطانة قناة حليب الثدي قبل أن تنتشر إلى الأنسجة الطبيعية. وفي هذه المرحلة، يمكن علاج سرطان الثدي بنسبة 100٪ ويعتبر استئصال الثدي غير ضروري وفقاً لمناقشة الدكتور شيناوات فيسوتديفات. وتسمى هذه الطريقة بجراحة الثدي المحافظة.

على الرغم من أنه يتم إجراء جراحة الثدي المحافظة لأكثر من 20 عامًا، يبقى الاعتقاد الخاطئ بأنه يجب إزالة الثدي بالكامل لمنع خطر عودة السرطان إلى هذا الثدي قائماً. فجراحة الثدي المحافظة ليست معقدة. وبدون الترميم، تستغرق جراحة الثدي المحافظة وقتًا أقل وأقل غزوية وتنطوي على مضاعفات ومخاطر تخدير أقل مقارنة بجراحة استئصال الثدي بالكامل.

تقدم جراحة الثدي المحافظة وجراحة استئصال الثدي نتائج مماثلة. لكن الفرق الأكثر أهمية هو أن جراحة الثدي المحافظة يجب أن تقترن بالعلاج الإشعاعي، حيث يعتبر السرطان مشكلة متمثلة في تنظيم الأنسجة. ولذلك يجب أن تتبع جراحة الثدي المحافظة بالعلاج الإشعاعي، وذلك لتدمير الخلايا المشوهة بالكامل ومنع السرطان من العودة. ويجب إجراء العلاج الإشعاعي للثدي بأكمله خلال 25-33 جلسة تجرى يوميًا وتستغرق كل جلسة حوالي 15 دقيقة.

يفترض بعض الأشخاص خطأً أن العلاج الإشعاعي بعد جراحة الثدي المحافظة يستغرق وقتًا طويلاً ويكون مؤلماً. وباعتقادهم ذلك، قرروا إزالة الثدي بالكامل بدلاً من الخضوع للعلاج. ومع ذلك، فإن التطور الأخير الذي شهدته آلات العلاج الإشعاعي يؤدي إلى تقليل مخاطر حدوث المضاعفات والألم. وقد أفاد بعض المرضى بأنهم لم يشعروا بأي ألم على الإطلاق. لا تدع الخوف غير المبرر يؤثر على اتخاذك لهذا القرار المهم بالنسبة إليك، لأنك قد تندمين عليه لاحقًا في حياتك.

العلاج الكيمياوي هو علاج دوائي مكثف يدمر خلايا السرطان ويمنعها من الانقسام والتكاثر. وهذه الطريقة تخفف كذلك بعض الأعراض الفسيولوجية للسرطان، مثل الألم أو الضغط الناجم عن الأورام. وغالبا ما يستخدم العلاج الكيمياوي إلى جانب العلاج الإشعاعي أو بعد الجراحة لتعزيز عملية الشفاء. ومن الممكن إعطاء العلاج الكيمياوي عن طريق الحقن في العضل، أو إعطاءها مباشرة في شرايين المنطقة المصابة أو إعطاءها عن طريق الوريد أو إعطاؤها مباشرة للأعضاء المصابة أو عن طريق الحبوب أو الكريم الموضعي. ويعتبر الغثيان وفقدان الشعر والتعب أكثر الآثار الجانبية شيوعا للعلاج الكيمياوي.

يستخدم العلاج الهرموني أكثر بعد الجراحة لمنع انتكاسة السرطان. فالاستروجين يعزز نمو السرطانات التي تكون إيجابية لمستقبلات الهرمون. ولأن 2 من أصل 3 سرطانات من سرطانات الثدي إيجابية لمستقبلات الهرمون، فإن منع الإستروجين يعتبر عنصرًا مهمًا في العلاج الوقائي. وعادة ما يأخذ الدواء شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق حقن الهرمون، إما لمنع مستويات هرمون الاستروجين أو خفضها.

يستخدم علاج السرطان بالإشعاع أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. وغالبًا ما يستخدم العلاج الإشعاعي بعد جراحة الثدي المحافظة لمنع ظهور السرطان في الغدد الليمفاوية والثدي. وبالنسبة للمرضى الآخرين، كمن خضعوا لاستئصال الثدي، يتم إجراء العلاج الإشعاعي عند اكتشاف السرطان في الغدد الليمفاوية أو عندما يكون حجم السرطان أكبر من 5 سنتيمترات. ومن الممكن أن يتلقى المريض العلاج الإشعاعي خارجيًا (الإشعاع الشعاعي الخارجي) أو داخليًا (العلاج الإشعاعي الموضعي). وبخلاف سرطان الثدي، يستخدم الإشعاع أيضًا لعلاج السرطان في مناطق أخرى من الجسم، مثل الدماغ أو العظام.

يستخدم العلاج الموجه أدوية لعلاج سرطان الثدي تستهدف الخلايا السرطانية على وجه التحديد وتمنعها من النمو والانتشار. وغالبًا ما يكون للأدوية المستخدمة في هذا النوع من العلاج آثار جانبية أقل حدة ومختلفة على أدوية العلاج الكيمياوي. وتنقسم أدوية العلاج الموجه إلى فئتين – الأدوية التي تستهدف بروتين HER2 / neu (البروتين المعزز للنمو الذي يعزز انتشار السرطان) والأدوية التي تحسن أداء العلاج الهرموني. وبالإضافة إلى سرطان الثدي، يستخدم العلاج الموجه أيضًا لعلاج أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان القولون.