الفتق الإربي : الخطوة اللاحقة للتشخيص

يحدث الفتق الإربي (فتق في منطقة الأربية) عندما تضغط الأنسجة الدهنية والمعوية على جدار البطن السفلي. تشير كلمة “الأربية” إلى القناة الأربية وهي عبارة عن ممر يقع في جانبي الجزء السفلي من البطن. بالنسبة للرجال، تعمل القناة الأربية على نقل السائل المنوي إلى الخصتين ومن الخصتين إلى القضيب. بالنسبة للنساء، تمر الأنسجة الرابطة التي تدعم الرحم عبر القناة الأربية.

يوجد نوعان من الفتق الإربي: الغير مباشر والمباشر. يحدث الفتق الإربي الغير مباشر نتيجة لوجود تشوهات في البطن منذ الولادة بينما يحدث الفتق الإربي المباشر مع الذكور فقط عندما تكون عضلات جدار البطن ضعيفة. يعتبر الفتق الإربي المباشر أيضا أكثر شيوعا بين الشباب والأشخاص في منتصف العمر. في كثير من الأحيان، يكون نتيجة للسعال المزمن الناجم عن التهاب القصبات الهوائية أو تمدد الأوعية الدموية للرئة أو مرض رئوي.

النقاط التالية هي أعراض الفتق الإربي:

–  ألم أو عدم راحة في منطقة الأربية (ويزيد عند الانحناء أو إنهاك النفس).

– انتفاخ ملحوظ في جانبي عظم العانة.

– ضعف أو ضغط مستمر في الأربية.

– شعور بالسحب والإجهاد في منطقة الأربية.

– شعور بالألم والسخونة في الأربية حيث يبرز الانتفاخ.

يشخص الطبيب الفتق الإربي من خلال:

1-فحص التاريخ الطبي للمريض (والتاريخ الطبي للعائلة).

2-إجراء فحص طبي

3-إجراء اختبارات تصويرية مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية.

يساعد الفحص الشامل للتاريخ الطبي لك ولعائلتك الممارس الطبيب على تحديد إمكانية إصابتك بالفتق الإربي. خلال الفحص الطبي سيقوم الطبيب بفحص جسم المريض وربما حثه على القيام ببعض الأفعال مثل الوقوف والسعال لكي يشعر ما إذا كان هناك انتفاخ ملحوظ متحرك. في بعض الحالات، يمكن تدليك هذا الانتفاخ فيعود إلى مكانه الصحيح. تستخدم الاختبارات التصويرية فقط في حالة عجز الطبيب عن تشخيص الفتق الإربي من خلال الفحص الطبي أو أنه من الضروري تأكيد وجود الفتق عن طريق الاختبارات التصويرية. تساعد الاختبارات التصويرية الطبيب على التأكد مما إذا كان هناك مضاعفات في الفتق أو لا.

من المهم أن نضع في اعتبارنا تشخيص الفتق الأربي في أقرب وقت ممكن، لأن عدم العلاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيره مثل الانحباس أو الاختناق.

يحدث الانحباس عندما تصبح الأنسجة الدهنية أو المعوية منفصلة عن البطن ومستقرة في الأربية أو الصفن. يحدث الاختناق عندما يترك الفتق الأربي بلا علاج. عندما تنقطع إمدادات الدم إلى الأمعاء، يمكن للأجزاء من الأمعاء التي لا تتلقي دم أن تموت. تتطلب كلتا الحالتين عناية الطبيب المختص. يتم التشخيص من خلال إجراء فحص للتاريخ الطبي الشامل (بما في ذلك التاريخ الطبي للعائلة) والفحص الطبي وإذا كان ضروريا إجراء اختبارات تصويرية مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية.

هناك خيار واحد فقط لعلاج الفتق الأربي، وهو الجراحة. الجراحة ضرورية لمنع الانحباس والاختناق. هناك نوعان من العمليات الجراحية التي قد يؤديها الجراح: إصلاح الفتق المفتوح أو إصلاح الفتق بالمنظار.

يتطلب إصلاح الفتق المفتوح تخدير المريض وإجراء شق في الأربية بحيث يمكن وضع الفتق مره أخرى في البطن، مع الخياطة في جدار البطن لتعزيز الحاجز. إصلاح فتق بالمنظار هو جراحة أقل خطورة حيث يتم تخدير المريض ويقوم الطبيب بعمل ثلاثة شقوق صغيرة. يتم إدخال منظار وكاميرا توفر صورة مكبرة للفتق. يكون حجم الشق لإدخال الكاميرا عبر البطن هو مجرد سنتيمتر. يستخدم الطبيب هذه الصورة المحسنة ونظام مراقبة لعرض الأنسجة المحيطة وإصلاح الفتق مع تعشيق تركيبي. يبلغ حجم الشق للأدوات المستخدمة لتنفيذ هذا العلاج 0.5 سم فقط.

مع تقنية التدخل الجراحي المحدود، تكون الشقوق أقل حجما كما تقلل ألم ما بعد الجراحة وفقدان الدم وتضمن للمريض شفاء أسرع. في كثير من الحالات، يمكن للمريض الخضوع لعملية جراحية في يوم واحد والعودة إلى العمل في اليوم التالي. فرص الإصابة منخفضة للغاية، مما يقلل الحاجة إلى مزيد من العلاج ويعمل على تعزيز سلامة المريض.

على الرغم من أن جراحة إصلاح الفتق الأربي آمنة تماما، والمضاعفات قليلة، يجب على المرء التواصل مع مقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت أي من الأعراض التالية:

–  ارتفاع درجة حرارة الجسم.

–  وجود نزيف في مكان الشق.

– التهاب مكان الشق.

– وجود تصريف من مكان الشق.

– وجود ألم مستمر على الرغم من مساعدة الأدوية.

 لمزيد من المعلومات عن تقنية التدخل الجراحي المحدود، انقر هنا

إذا كان الفتق الخاص بك لا يسبب لك أي إزعاج أو لا يؤثر سلبا على حياتك، لا يلزم اتخاذ إجراء فوري. في الواقع، هناك أشخاص يمكنهم العيش مع فتق لبعض الوقت دون أن يعانوا من أي أعراض ملحوظة. ومع ذلك، فمن المهم جدا الاهتمام بالجسم والبحث عن أعراض ألم أو عدم الراحة. ويمكن ملاحظة ذلك إذا كنت شخص يعيش حياة نشطة جدا، وينبغي اتخاذ المزيد من الإجراءات الفورية، حيث أن الإجهاد الإضافي للجسم يمكن أن يفاقم الفتق.

كما تم ذكره أعلاه، الانحباس والاختناق من المخاطر الحقيقية، لكن هناك نتائج آخري يجب أخذها في الاعتبار:

• تفاقم الأعراض: عندما يترك دون علاج، أعراض مثل الألم سوف تتفاقم فقط، مما يؤثر على حياتك اليومية، مما يجعلك غير قادر علي العمل أو الاستمتاع بحياتك بالطرق المعتاد عليها.
• بمجرد أن تتفاقم هذه الأعراض حتميا، تنشأ المضاعفات، مما يجعل الإصلاح الجراحي في نهاية المطاف أكثر صعوبة بكثير. الجراحة المطلوبة يمكن أن تصبح أكثر صعوبة أو أكثر خطورة من عندما يتم إجراء العملية الجراحية بعد فتره وجيزة من التشخيص.
• في حالة الاختناق، يصبح الوضع طارئا، مما يعني أن حياتك في خطر.

وبعبارة أخرى، إن الانتظار ببساطة والتأمل في أن تختفي الأعراض، أو انها سوف تقل مع مرور الوقت، هو شيء خطير. عندما يكون هناك تقنية التدخل الجراحي المحدود سريعة جدا وتمتلك الكثير من الفوائد، فإن السماح بتفاقم الحالة هو مسار خاطئ لا يجب اتخاذه.  يمكن أن تنشأ العديد من المضاعفات والفتق يمكن أن يصبح خطيرا جدا. وعلى الرغم من أن الإجراءات الفورية ليست مطلوبة دائما، فإنه ينبغي أخذها في الاعتبار.

على الرغم من أنه لا توجد وسيلة لمنع الضعف في جدار البطن، يمكن اتخاذ بعض التدابير لقيادة نمط حياة أكثر صحة، وتقليل فرص تطوير الفتق الأربي المباشر. يمكن للمرء أيضا الحفاظ على الفتق الأربي من العودة مرة آخري بعد الجراحة عن طريق:

• تجنب حمل أشياء ثقيلة.
• إذا كان لابد أن تحمل شيئا فاعتمد على ساقيك ولا تسبب جهدا على ظهرك.
• البقاء ضمن مؤشر كتلة الجسم السليم.
• عدم التدخين.

إذا كنت ترتاب في أن لديك فتق أربي فلتسعى إلى الاستشارة الطبية فورا.