“إذا اضطررت للاختيار بين الموت أو البقاء على قيد الحياة مع المعاناة من إعاقة شديدة، أيا منهما ستختار؟” عند طرح هذا السؤال، في الغالب سيكون جواب الأغلبية أن الموت أفضل من الحياة بإعاقة شديدة. وهذا يعكس الرأي السائد في المجتمع بأن فكرة العيش خارج حياة الفرد مع إعاقة شديدة أكثر رعباً من الموت نفسه.
بالنسبة لكاتب هذا المقال، يعد مرض الزهايمر بالنسبة لمن دخلوا في سن الشيخوخة المرض الأكثر رعبا. وذلك لأن الأمراض الخطيرة الأخرى التي قد يكون لها أعراض أكثر خطورة من مرض الزهايمر- مثل السرطان – تمنح المريض فرصة الاحتفاظ بكرامته. فمرض الزهايمر يمكن أن يدمر جوانب كثيرة من شخصيتنا، بما في ذلك المعرفة التي اكتسبناها على مدى حياتنا وقدراتنا البدنية وكرامتنا. إنه يأكل الفرد المصاب تدريجياً، إلى أن يفقد الشخص جميع ملكاته وخصوصياته، تاركا المصاب في حالة من الضعف تشبه حالة الطفل حديث الولادة في سريره.
يمتلك المخ العديد من الوظائف. فهو المنظم تقريبا لجميع أعضاء الجسد المختلفة، وفي نفس الوقت يمنحنا إنسانيتنا، حيث يمنحنا مستوى من الوجدانية أكثر مما لدى الكائنات الحية الأخرى، وذلك بفضل طريقة استثارة المخ. فذاكرة المخ في الواقع هي نظام من الخلايا، يتكون من ملايين وملايين الخلايا الفردية، مما يتيح لنا ليس فقط بتذكر كميات هائلة من المعلومات والبيانات، ولكن أيضًا بالتفكير وتنظيم السلوك والسيطرة على الحالة المزاجية.
لذا، لا يؤثر مرض الزهايمر على الذاكرة فحسب، بل يؤثر أيضًا على عملية التفكير ويعمل على إبطائها، مما ينتج عنه ضعف عملية اتخاذ القرار وانخفاض نسبة الذكاء وعدم القدرة على تنظيم الحالة المزاجية، مما يؤدي إلى ظهور سلوك غير عقلاني متزايد. وكل هذه الأعراض تتفاقم تدريجيًا حتى يفقد المصاب ملكاته وينتهي به الأمر إلى الضعف التام وفقدان كرامته ويصبح في نهاية الأمر يعتمد على الآخرين اعتماداً كلياً قبل أن يودي المرض في النهاية بحياة مريض الزهايمر.
وهذا هو السبب في أن مرض الزهايمر احتمال مرعب لأي شخص يتمتع بأي مكانة في المجتمع. وقد أجرى العاملون في مجال الطب أبحاثًا مستفيضة لإيجاد طرق للوقاية من هذا المرض وعلاجه، تمخضت عنها نتائج خلصت إلى أنه كلما كان من الممكن تشخيص الحالة مبكراً، كانت الفرصة سانحة لتخفيف الأعراض وإبطاء تطور المرض.
وعلاوة على ذلك، تبين أنه في بعض الحالات يمكن من خلال التشخيص المبكر والعلاج العودة إلى الحالة الصحية الكاملة.
ويمكن تصنيف الأشكال المختلفة من الخرف إلى مجموعتين رئيسيتين: المجموعة القابلة للعلاج أو القابلة للشفاء، والمجموعة غير القابلة للعلاج مع إمكانية تخفيف الأعراض فقط في بعض الحالات، لمنح المريض حياة ذات جودة أفضل. بالنسبة لمرض الزهايمر، فهو أكثر أنواع الحالات شيوعًا ويندرج تحت التصنيف الأخير.
من الأعراض الرئيسية للخرف، فقدان الذاكرة والذي يختلف اختلافًا كبيرًا عن الشخص كثير النسيان. فنحن جميعًا لدينا أصدقاء وأقارب كبار السن يمكن أن يتأثروا بهذه الحالة. ولهذا السبب، من المهم لنا جميعًا أن نفتش عن الأعراض العشرة المتعلقة بفقدان الذاكرة التالي ذكرها: